
تم الحديث مؤخراً بكثرة عن ما تسمى ب”الطائفة الأذرية في ارتساخ”، والتي تتوق اشراكها في مفاوضات البلاد.
كما تقوم ما تسمى ب”الطائفة الأذرية في ناغورني كاراباخ” (Azerbaijani Community of Nagorno Karabakh) بكرازة ضخمة مناهضة للأرمن على التويتر، أما تأسيس “حكومة أذربيجان الغربية المنفية” في ١٠ أيار بتركيا ربما إشارة لنا جميعا، أن في ظل ما يشهده الوضع السياسي في #أرمينيا من تعقيدات، يقدم العدو الى خطوات جادة. إذ أن أعضاء “الطائفة الآذرية في ناغورني كاراباخ” يقودون حملة كرازة ضخمة في الاتحاد الأوروبي أيضاً.
كان من الملفت، مثلا، توجيه “الطائفة” معايدة للارتساخيين باللغة الأرمنية في عيد الفصح مهنئين الأرمن الآذريين بالعيد وآملين بعودة كاراباخ الى تكوين آذربيجان الأساسي، على حد تعبيرها. إن صفحة التويتر هذي، تقوم بكرازة ضخمة مناهضة للأرمن، وتنشر صور يظهر فيها قتلى من الآذريين وقرى آذرية مدمرة كائنة ضمن حدود #ارتساخ.
لنأخذ إحدى الصور مثلا، حيث كتب تعريفا لها “أبي العامل في تصليح الساعات أمام محله في (كارفاجار). حين دخلت القوات الأرمنية الى المنطقة في ١ نيسان وأحرقوا محله، هرب الى باكو ومنذ ذلك الوقت لم يعد مصلحا للساعات”. نلاحظ هنا، أن كيف يلجأ الجانب الآذربيجاني إلى الخطوات العاطفية مقدما للملأ نموذجا لأرمني مجرم ومحب للاغتصاب. كما أن الصفحة ترسل إشارات في منشوراتها إلى الاتحاد الأوروبي ومنظمة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة وصفحات أخرى تنشر كرازات مناهضة للأرمن. يمتلك رئيس هذه الطائفة أو المنظمة، تورال كانجال، متابعين كثر على مواقع التواصل الاجتماعي الآذرية وهو عضو في البرلمان الآذري في آن واحد. نلاحظ من خلال متابعتنا لصفحة “كانجال” على تويتر أنه تربطه صداقة مع محللين وصحفيين روس وأوروبيين؛ كما أن من خلال متابعتنا لتلك الصفحة نلاحظ أن مجموعة من الاكاديميين والباحثين الشباب ينشرون الأخبار يجرون مناقشات فيها مع مراكز أبحاث وحكومية أوروبية وروسية. تنشط إلى جانب هذه الصفحة صفحات للمجتمع المدني وغيرها من صفحات لمبادرات حكومية، والتي تنشر أخبارا مناهضة للأرمن تشوه تاريخ ارتساخ، ومنها «The Humans Of Karabakh», «Khankindi City», «AzDiplomacy Volunteers», «Justice For Khojaly Campaign»، بالإضافة الى صفحات اخرى للكثير من المنظمات والشخصيات. تقوم الصفحات بتداول أخبار مؤيدة لآذربيجان وليس فقط باللغة الآذرية فحسب بل بالانكليزية والأرمنية الشرقية أيضا.
لقد أتت خطوة تأسيس “حكومة آذربيجان الغربية المنفية” في ١٠ أيار بتركيا خطوة زيادة على كل ما سبق. يدعي مؤسس الحكومة المذكورة، جعفر جهماقلي (“خبير” في الشؤون الأرمنية بجامعة قيصر) أن أجداده قد عاشوا في حدود أرمينيا الحالية. ملفت جداً، أن لماذا أسست الحكومة المذكورة في #تركيا وليس #آذربيجان؟ يبدو لنا أن الوكالة السرية التركية ستستغل هذه المبادرة ضد أرمينيا محاولة السيطرة على أزمة ارتساخ، الى جانب الإبادة الأرمنية ومطالب الأرمن.
واضح أن “الحكومة الآذرية الغربية المنفية” بآلية العمل هذه ستنشأ اتفاقية عسكرية تركية-آذرية على ضوء الظروف المقبلة، على إثرها تكتسب تركيا السلطة ليس فقط للمشاركة إنما توجيه خطط تلك “الحكومة” أيضا. يمكننا اعتبار الخطوة هذه جزء من مخطط الطورانية والتي لم تكن موجهة لأرمينيا وارتساخ فحسب، إنما لبلدان المنطقة أيضا. إن باجتماع الدول الناطقة باللغة التركية واتحاد خططها السياسية-العسكرية، تتوقع عدد من القوات الخارجية استغلال الطورانية ضد #روسيا و #إيران، لا سيما #الصين البعيدة بقضية الأويغورية وفق تصور طويل الأمد.
لنلقي نظرة على ما يحصل في شمال #سورية، حيث تحولت #عفرين الى منطقة مسكونة من التركمان، لنتخيل للحظة أن ما يمكن فعله من قبل الآذريين القاطنين في شمال إيران، عندما تكون وحدة أراضي البلاد في خطر نتيجة عدم الاستقرار الداخلي. حصلت خطوة مماثلة في ١٩٤٦، حين اسس الآذريون “الجمهورية الآذرية” في إيران بمساعدة الاتحاد السوفييتي.
استجابت وسائل الاعلام الاذرية بحماس كبير لخبر تأسيس “الحكومة المنفية”. العديد من الآذريين القاطنين في #تركيا وأعربوا عن استعدادهم للانضمام الى “الحكومة” ومساعدتها في مبادراتها، وفق ما ذكرته وكالة “طوران” الآذرية. من جهته أعلن “جهماقلي” أنه يخطط لاجراء انتخابات وتأسيس “الهيئة العليا لآذربيجان الغربية” والتي ستؤدي دور البرلمان في الحكومة المنفية.
تكثر الأسئلة هنا، فهل ستتمكن هذه المبادرة من تأسيس كتائب تطوعية وإرسالها إلى ارتساخ لتقود حربا في المستقبل.
لا يستبعد، إنشاء مؤسسة حربية-عسكرية في “الحكومة الآذرية الغربية المنفية” وتشاركها بعض القبائل التركية أو حتى مرتزقة من المسلحين “السوريين” والذين يعملون تحت غطاء تركي.
هل تود تركيا استغلال ورقة ارتساخ ضد أرمينيا والشتات في الاتحاد الأوروبي؟ هل يتجهز العدو لحرب في الخفاء، في حين تغرق الأحزاب الأرمنية بالمناظرات الكلامية الضيقة.
أعلن في ١٤ أيار إقدام آذربيجان على اجراء تجارب عسكرية ضخمة في ١٨-٢٢ أيار قرب الحدود مع ارتساخ. شاركت في التجارب العسكرية ١٠٠٠٠ عسكري، ١٢٠ دبابة، و٢٠٠ مدفع و٣٠ أجهزة مضادة للطيران. هل هذه عبارة عن تجهيز لحرب قادمة؟
نستشهد ما قاله يغيشه جارينتس “أيها الشعب الأرمني، خلاصك الوحيد في قوتك المتحدة”.
لقد حان وقت العمل العسكري إن لم نكن متآخرين بعد …
مؤلف المقالة: يغيا طاشجيان
الترجمة: هوفيك شهريان