Topتحليلات

لبنان سيخرج من الأزمة الحالية بمحاربة الفساد

لا يزال الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي الداخلي في لبنان متوتراً، حيث استؤنفت الاحتجاجات منذ 6 يونيو/ حزيران، بعد انقطاع دام ثلاثة أشهر… المتظاهرون غير راضين عن أنشطة الحكومة، ولكنهم يطالبون أيضاً بنزع سلاح حزب الله… وإثارة المشاعر الدينية في بلد متعدد الجنسيات والديانات، وهو أمر محفوف بعواقب لا يمكن التنبؤ بها، ويرافق الاحتجاجات اشتباكات بين قوات إنفاذ القانون والمتظاهرين.

اندلعت الاحتجاجات مرة أخرى في كل المناطق لبنان تقريباً، وخاصة في بيروت وطرابلس، والسبب هو الانخفاض الحاد في قيمة العملة الوطنية حيث ارتفع سعر صرف الدولار إلى 6 آلاف ليرة لبنانية في مكاتب الصرافة… وأصيب أكثر من 70 شخصاً من كلا الجانبين في اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، ودمرت الممتلكات العامة والخاصة، وبحسب المحللين السياسيين والاقتصاديين، فإن بعض المتظاهرين يميلون إلى اتخاذ مثل هذه الإجراءات وخلق الفوضى، برعاية أولئك الذين تعرضوا للاضطهاد بسبب الانتهاكات الاقتصادية، وبالتالي محاولة إغلاق القضايا ضدهم، بعد التشاور مع رئيس البنك المركزي ومديره قرر رئيس الوزراء اللبناني حسن دياب لـ “ضخ” الدولارات في السوق المالي للبلاد لمكافحة الارتفاع غير المسبوق في قيمة الدولار، ومع ذلك، وفقاً للاقتصاديين، فإن حقن الدولار هو ببساطة “مسكن للألم” ولا يمكن أن يكون له تأثير شافي لأنه لا يمكن أن يستمر هذه الوضع طويلاً… لذلك، من الضروري أن تنفذ الحكومة مشاريع وبرامج واسعة النطاق للقضاء على الأزمة المالية والاقتصادية التي تواجه البلاد، وقال دياب إن سبب انخفاض قيمة العملة الوطنية هو الشائعات، وهي جزء من الهجمات المخطط لها على الحكومة التي يرأسها.

 وشدد، على أن لبنان ليس مفلساً وأن الانقلاب على جماعة مكافحة الفساد قد فشل، وأضاف أن الحكومة بدأت عملية التخفيض التدريجي لسعر الدولار وستحيد كل الجهود التي ستوجه ضده.

بدأت الاحتجاجات في لبنان في عام 2019 بسبب الوضع المالي والاقتصادي، والوضع الاجتماعي الصعب، وانخفاض قيمة العملة الوطنية بنسبة 50٪ انخفضت قيمة الليرة اللبنانية بنسبة 70٪ منذ أكتوبر 2012 وارتفعت البطالة في البلاد بنسبة 10 في المائة أخرى إلى 45 في المائة، وكذلك الفقر… مع مراعاة الأسعار الفلكية في السوق، من الواضح أن اللبنانيين العاديين في وضع شبه مستحيل.

إن حكومة دياب، التي كانت في السلطة لبضعة أشهر فقط، لم تدخر أي جهد لإخراج البلاد من هذا الوضع، ولكن بالإضافة إلى حل مشاكلها، كان عليها أيضاً محاربة القوات المناهضة للحكومة.

يقول محللون لبنانيون، في إشارة إلى القوى المناهضة للحكومة، إن القوى الداخلية والخارجية التي تعمل ضد حكومة دياب تحاول إبعاده عن السلطة، فيما يتعلق بالقوى الداخلية، غالباً ما تتم الإشارة إلى الدوائر الفاسدة سابقاً.

بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض القوى الخارجية والداخلية تعارض الحكومة الحالية لمجرد أنها تتمتع برعاية حزب الله، وقد أعلنت الأخيرة رداً على أنها ستقوم برعاية أي حكومة شرعية.

إظهار المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى