
لا تزال الأزمة الاقتصادية والسياسية في لبنان مستعصية على الحل… على الرغم من هذه الظروف، يعتبر لبنان من أكثر الدول فاعلية في مكافحة الفيروس التاجي، حتى 8 يونيو/ حزيران، هناك 1331 مصاباً و 30 حالة وفاة و 768 حالة التي تم شفائهم في لبنان… ومع ذلك، احتجت الجماهير، لانها غير راضية عن أسوأ وضع اقتصادي في البلاد، حتى في حالة الطوارئ.
جدير بالذكر، أن الاحتجاجات على الوضع الاجتماعي والاقتصادي الصعب بدأت في 2019 وأدى ذلك إلى استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري في أكتوبر / تشرين الأول… تم رفع الحجر الصحي في البلاد منذ 6 مايو/ آيار، وتم تخفيف القيود، مما خلق فرصة أوسع نسبياً للمتظاهرين للاحتجاج مرة أخرى، وهكذا، في نفس اليوم، بعد انقطاع دام حوالي 3 أشهر في بيروت، استؤنفت الاحتجاجات الجماهيرية… ونتيجةً للاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، وفقاً للصليب الأحمر، أصيب 48 شخصاً، 11 منهم نقلوا إلى المستشفى.
وتحولت المظاهرات إلى اشتباكات دينية، علاوة على ذلك، سُمعت طلقات نارية في المناطق السنية والشيعية في بيروت لفترة طويلة.
كما هو الحال في العراق وليبيا وسوريا وأفغانستان، فإن عدم الاستقرار واستمرار الأزمة مشروطان أيضاً بصراعات المصالح الأجنبية… طالب المتظاهرون أيضاً بمطالب سياسية، مثل استقالة الحكومة، وحل البرلمان، والانتخابات الجديدة ونزع سلاح حزب الله….
ألقى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، في بيان حول الوضع، باللوم على إسرائيل في موجة الاحتجاجات الجديدة وخاصة تلك المطالب السياسية، وانتقد بشدة جهود إثارة الخلافات بين الأديان… بالإضافة إلى ذلك، حذر الرئيس ميشال عون في 7 يونيو من حرق المشاعر الدينية والعرقية في البلاد، أن أي استفزاز أو موقف غير محترم تجاه الرموز الدينية هو استفزاز ضد الدولة بأكملها، وفي الوقت نفسه يضيف أن أحداث 6 يونيو هي إنذار يجب الانتباه إليه، ويظهر ضبط النفس.
في الواقع، تسبب الطلب على نزع سلاح حزب الله في توتر بين المتظاهرين، والذي تحول إلى أعمال شغب… حزب الله منظمة شيعية موالية لإيران ولها أجنحة سياسية وعسكرية قوية، وكثيراً ما تصطدم الأخيرة بالقوات المسلحة الإسرائيلية في جنوب لبنان… بعض الدول بما فيها الولايات المتحدة، أدرجت حزب الله في قائمة المنظمات الإرهابية، في حين أن بعض الدول الأوروبية تعتبر فقط جناحها العسكري هو ذلك. حزب الله هو أحد أهم الفصائل في البرلمان ودائما ما شارك في الحكومة، وبعبارة أخرى، إذا حدثت مثل هذه التطورات وفقاً لهذا السيناريو، فمن المحتمل أن تؤدي إلى حرب أهلية، مرّ لبنان من خلالها بالفعل والتي كانت أيضاً ضربة كبيرة للمجتمع الأرمني المزدهر.
في لبنان، منذ عام 1943 تم تقسيم السلطة بين الشيعة والسنة والمسيحيين، وبعبارة أخرى، رئيس البلاد مسيحي، ورئيس البرلمان شيعي، ورئيس الوزراء من الطائفة السنّية… ويعتبر دياب أن حل الأزمة في البلاد التي تواجه أزمة منذ سنوات واحدة من أولويات حكومته… لذلك، من أجل حل المشكلة، من المخطط بناء 3 محطات للطاقة في البلاد.
لذلك… إذا تمكن دياب من حل هذه المشكلة، فسيكون ذلك إنجازاً خطيراً للغاية بالنسبة للحكومة، حيث وصل الفقر إلى 45 بالمائة من الشعب… يبلغ الدين العام للبلاد حالياً 87 مليار دولار، وهو ما يزيد بنسبة 50 بالمائة عن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد… بالإضافة إلى ذلك، في فبراير من هذا العام، أعلنت الحكومة للمرة الأولى أنها غير قادرة على دفع الدين الخارجي البالغ 1.2 مليار دولار في الوقت المحدد، وهو ما يلوم النقاد الحكومة عليه، في غضون ذلك، حذر دياب من المجاعة الوشيكة في البلاد، العملة الوطنية اللبنانية لا تزال في 2019 في أكتوبر انخفضت قيمة السوق بنسبة 50 في المائة، ليصبح أحد الأسباب الرئيسية للاحتجاجات… ووفقاً لتوقعات صندوق النقد الدولي، في عام 2019 بلغ التضخم في ذلك البلد حوالي 3٪ ثم سيصل هذا العام إلى 17٪ ووفقاً للخبراء، فقد تقلص اقتصاد البلاد العام الماضي بنسبة 6 بالمائة، وسيشهد هذا العام نمواً سلبياً بنسبة 12 بالمائة.
مؤلفة المقالة: إيما بيكيجانيان
المصدر: صحيفة أرمنبرس