
بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة تهنئة إلى علييف بمناسبة عيد استقلال أذربيجان… كما فعل الرئيس الأمريكي ترامب قبل بضعة أيام، تجاهل الرئيس الروسي في رسالته أهم شيء بالنسبة لعلييف والدعاية الأذربيجانية – “وحدة أراضي” أذربيجان… شيء واحد تبحث عنه كل الدعاية الأذربيجانية، وهو ما يبحثون عنه في كل مكان، والذي غالباً ما قامت وسائل الإعلام الدعائية بتزييف تصريحات العديد من الدبلوماسيين الأجانب، تم تقديمه بطريقة مشوهة.
لم تكن وحدة أراضي أذربيجان مهمة أبداً للولايات المتحدة أو لروسيا… وبشكل عام، تم تشكيل الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك للحفاظ على هذه المشكلة وإدارتها، والتي تسببت بطبيعة الحال في استياء باكو من هذا الشكل.
حتى “لافروف” لا يعكس اهتمام روسيا بالسلامة الإقليمية لأذربيجان، بل على العكس، فهي تعبر عن اهتمام روسيا بمنطقة أرتساخ العسكرية السياسية… روسيا مهتمة بوجودها في تلك المنطقة وليس في أذربيجان، وعلى العموم، فإن هذا الأمر يهم جميع وكالات إنفاذ القانون التي تولي اهتماماً مباشراً لصراع ناغورنو كاراباخ.
وفي الوقت نفسه، فإن تضارب المصالح هنا واضح، وفي حالة ذلك الصراع، من الواضح أن إخضاع الأرمن لتلك المنطقة هو تسوية جيوسياسية، تعتمد قوتها بالتأكيد على سيادة أرمينيا وقدرتها التنافسية.
تشكل مجموعة كاملة من العوامل التاريخية والحضارية والسياسية أساس هذه التسوية الجيوسياسية، على الرغم من الحقيقة أن جميع وكالات تطبيق القانون لديها استراتيجية واسعة لمنطقة أرتساخ العسكرية السياسية ونظام الأمن الإقليمي في القوقاز.
الأمر الآخر هو أن هناك دوائر اقتصادية وسياسية في روسيا طورت باستمرار إستراتيجية لفرض سيطرة روسية مباشرة على منطقة ناغورنو كاراباخ من خلال تحييد سيادة أرمينيا على مدى العقدين الماضيين، مما يعني ضمنا لعبة وثيقة مع تركيا وأذربيجان.
في الوقت نفسه، لا ينبغي استبعاد أن اللعبة التركية الأذربيجانية أدت إلى هيمنة هذه الاستراتيجية على النخبة الروسية، لأن كما أظهرت أن استراتيجية السياسة الروسية في القوقاز التي تستمر أربعة أيام في أبريل هي بمثابة شد وجذب… في الوقت نفسه، تشبه روسيا العصا في أيدي أذربيجان وتركيا، والتي سوف يرمونها بمجرد “الوصول إلى هناك”.
في أبريل 2016 من خلال إنقاذ الخيط الرفيع من السيادة الأرمينية، أنقذ الجيش والمجتمع الأرميني عن غير قصد روسيا من “التخلص من نفسها” لكن النقطة الأساسية هي أنه، من حيث منطق الاستراتيجية السياسية، تستمر روسيا في أن تكون “عصا” للحبل التركي الأذربيجاني، على ما يبدو، هذا هو أيضاً السبب الذي يجعل موسكو تبذل محاولات ضعيفة لتغيير وضعها في مواجهة المواجهة الأمريكية الصينية مع العالم.