أعدت محطة البث العامة الإيطالية Rai-Radiotelevisione Italiana تقريراً موسعاً حول آفاق التطور التكنولوجي في أرمينيا والبلاد… مشيراً إلى أن أرمينيا لا تملك بحراً، ومعظم حدودها مغلقة، تحاول التطور في البيئة الرقمية… قالت الصحفية: “ذهبنا إلى بلدٌ يثق به الاتحاد السوفيتي في مجال البحث عن المعلومات”.
انتخبت أرمينيا رجلاً عالمياً ورجل أعمال وطبيب فيزيائي الذي يريد تحقيق قفزة في البلاد من خلال الذكاء الاصطناعي.
قالت “باربرا كارفانيا” وهي مؤلفة البرنامج وصحفية أيطالية مرموقة: لقد قدم لنا الرئيس ساركسيان نظريته عن السياسة الكمية… في زيارتها إلى أرمينيا التقت الصحفية وتحدثت مع رئيس الجمهورية أرمين ساركسيان، ورؤساء عدد من شركات تكنولوجيا المعلومات، كما زارت مركز تومو للتقنيات الإبداعية في يريفان.
قال الرئيس ساركسيان: “في الوقت الحالي، نحن على مفترق طرق في العالم الكلاسيكي والعالم الكمي الجديد”… ذكرت الصحفية أن هذه الرؤية السياسية للرئيس ساركسيان تبدأ من العلم، مثل نظرية الكم، الذي قلب في الفيزياء الكلاسيكية والمجتمع رأساً على عقب في القرن الماضي، مما تسبب في التغييرات التي نمر بها بسبب التقدم التكنولوجي.
أكدت الصحفية أن أرمينيا هي إحدى الدول الصغيرة التي تواجه صعوبات كبيرة وتحاول القفز إلى الأمام بسبب الاستثمارات الضخمة في التكنولوجيا، على سبيل المثال، الدول الأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية، هم: “كوريا، إسرائيل وسنغافورة”…
نحن نعيش في حياة كمومية، وأول شيء يتعين علينا القيام به هو تغيير نظام التعليم، قال الرئيس ساركسيان أيضاً: يمكن لأرمينيا أن تصبح رائدة في العالم ليس من حيث القوة العسكرية أو السياسية أو البدنية ، ولكن يمكنها أن تصبح رائدة في التنمية، هناك الكثير من الحديث عن نجاح إسرائيل، وهي دولة صغيرة، وعن سنغافورة، وهي ميناء في المحيط، وتدفق كبير للبضائع ومركز للتجارة مع الهياكل، في العالم الجديد غير المادي، هناك محيطٌ محتمل آخر، “محيط المعلومات” من الممكن أن تصبح منفذاً تتم فيه معالجة البيانات وإصدارها.
قال مدير إحدى الشركات، التي تطور برامج الكمبيوتر، وخاصة بالنسبة للبنوك السويسرية، إن “الذكاء الاصطناعي لن يحل محل العمل البشري” سيتمكن الشخص من التركيز بشكل أكبر على العمل الشاق، وستقوم برامج الكمبيوتر بالعمل المتكرر له، على سبيل المثال، عمليات البحث، بهذه الطريقة، سيكون الناس قادرين على تكريس وقتهم لتحليل المعلومات.
فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي أشار الرئيس ساركسيان بدوره إلى أن أنظمة الذكاء الاصطناعي ستتاح لها الفرصة لمعالجة كمية هائلة من البيانات “ستتغير جميع جوانب حياتنا بشكل جذري، لذلك لا يمكننا حتى أن نتخيل… نحتاج إلى إيجاد أفضل طريقة لمعالجة تلك البيانات، وتشير الصحفية إلى أن الرئيس أرمين ساركسيان، الذي قضى حياته كلها في “عالم الأعمال” بجامعة كامبريدج، يريد أن يقود بلاده إلى عصر رقمي جديد، مما يجعلها رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
ويتناول البرنامج أيضاً مبادرة ATOM (Advanced Tomorrow) التي أطلقها الرئيس ساركسيان والتي تهدف إلى تطوير التقنيات والذكاء الاصطناعي، نقلاً عن الرئيس ساركسيان: “نحن بصدد إنشاء مدينة للبحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث سنتلقى شركات كبيرة من إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة، أولاً: سيتم إنشاء منصة للتعاون مع هذه المؤسسات، ثم نخطط للحصول على أفضل الطلاب هناك، وخلق طرق تعليمية جديدة مثل “تومو” للأجيال الجديدة، وبحسب الرئيس ساركسيان، أحلم بإنشاء مركز للتكنولوجيا والترفيه قائم على الذكاء الاصطناعي، والذكاء الاصطناعي “ديزني لاند” كمتحف للغد، حيث سيتمكن الأطفال من التعرف على العلم والانطلاق إلى المستقبل.
