Topتحليلاتسياسة

سوريا في مكافحة فيروس كورونا

بحسب “أرمنبريس”، نتيجة لفيروس كورونا المستجد، تواجه العديد من البلدان حول العالم تحديات مختلفة. من وجهة النظر هذه، فإن البلدان أو مناطق الصراع التي هي بالفعل في وضع أزمة صعبة، مثل الجمهورية العربية السورية، هي أكثر عرضة للخطر.
وقد تم تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا في سوريا رسمياً في 22 آذار مارس. وبحسب بعض البيانات غير الرسمية، تم تسجيل إصابات في 10 آذار مارس في طرطوس ودمشق وحمص واللاذقية. ووفقاً لبيانات 22 نيسان أبريل، تم تسجيل 39 حالة إصابة بفيروس كورونا في البلاد و3 حالات وفاة. تم إعلان حالة الطوارئ منذ 16 آذار مارس، وتم إغلاق الجامعات والمدارس ومؤسسات الدولة، وتم تعليق وسائل النقل العام، وتم تعليق التجنيد الإجباري. تم إغلاق الحدود البرية للبلاد منذ 20 آذار مارس، وتم تعليق الاتصالات الجوية.

نقص الموارد
لقد تعطل نظام الصحة العامة في سوريا، الذي كان يعتبر الأفضل في المنطقة في السابق، بسبب الأعمال العدائية النشطة منذ عام 2010. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن نصف المستشفيات في البلد لا تعمل، والمستشفيات الحالية في حاجة ماسة إلى المعدات واللوازم والطاقم الطبي.
وبحسب الحكومة السورية، فإنه لا يمكن السيطرة على الوضع في المناطق التي تسيطر عليها الولايات المتحدة وتركيا والقوات الكردية.

الأعمال العدائية الجارية تؤدي إلى تفاقم الوضع
على الرغم من نداءات الأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار، لا تزال الاشتباكات مستمرة في بعض أجزاء سوريا، مما يفاقم من حدة الأزمة بالفعل. تستمر الاشتباكات في إدلب بين الحكومة السورية والقوات التركية وجماعاتها المسلحة. وفي بعض أجزاء البلاد، يتم تنشيط خلايا الدولة الإسلامية. وتستمر الاشتباكات بين الجماعات الكردية والقوات التركية في المناطق الشمالية الشرقية من سوريا. في الوقت نفسه ، تقوم إسرائيل بغارات جوية متكررة على سوريا.

المساعدات الدولية “المسيسة”
على الرغم من الدعوات للوحدة لمكافحة الوباء، تؤكد السلطات السورية أن البلاد لا تتلقى مساعدة كافية من المنظمات الدولية بسبب دوافع سياسية.
أولاً، رفضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رفع العقوبات المفروضة على سوريا بسبب تفشي فيروس كورونا. وتقول الولايات المتحدة إن سوريا تتلقى مساعدات إنسانية كافية من الولايات المتحدة.
ثانياً، تقول السلطات إن المنظمات الدولية تقدم الدعم فقط لأجزاء معينة من البلاد التي تقع تحت سيطرة الغرب أو حلفائه، وأن معظم البلاد تُركت خارج تلك المساعدة.
وتتلقى دمشق الرسمية الدعم هذه الأيام من الصين وروسيا.
يشار إلى أنه بسبب الوباء، يستأنف عدد من دول المنطقة الحوار مع السلطات السورية. فقد أجرى ولي عهد الإمارات محادثة هاتفية مع رئيس سوريا، لتوسيع الدعم المقدم للشعب السوري.
على الرغم من الوضع، تواصل أرمينيا تقديم المساعدة الإنسانية لسوريا. وتواصل البعثة الإنسانية الأرمينية نشاطها في حلب. في الوقت نفسه، يواصل أطبائنا تقديم الرعاية الطبية للشعب السوري، وهو أمر مهم جداً في الوضع الحالي. ويتم تقديم الإمدادت الطبية لمراكز طبية مختلفة وخصوصاً المراكز الأرمنية ودار المسنين الأرمن ودار الأيتام الأرمن.
في الختام، تجدر الإشارة إلى أنه في الوضع الحالي، فإن تنشيط أسلوب التعاون له أهمية أساسية، مما سيعطي فرصة للتخفيف من تأثير وباء فيروس كورونا.

بقلم: أربينيه هوفسيبيان

إظهار المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى