
قد يجد الرئيس التركي نفسه في وضعٍ حرج جداً في حال فشله في معالجة الأزمة المالية، التي لا حلّ لها إلا بالمساعدات الأميركية والدولية، ما قد يدفعه إلى إلهاء الرأي العام بقضايا خارجية “وطنية وقومية”، وفي مقدّمتها إدلب.
بعد فترة انقطاع دامت أكثر من 40 يوماً، وقبل يومين من اللقاء الوزاري التركي الروسي الإيراني في إطار تفاهمات أستانة، عاد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى أسلوبه التقليدي في إدلب، مهدّداً ومتوعّداً دمشق من جديد.
وقد تحدَّث إردوغان، مساء أمس الإثنين، خلال افتتاحه مستشفى جديداً في إسطنبول، قائلاً: “إننا نراقب عن كثب الأعمال العدوانية التي يقوم بها النظام في إدلب، مستغلاً انشغال الجميع بوباء كورونا، ولن نسمح له بتمرير هذه المخطّطات. إذا استمر النظام بهذا الأسلوب، ولم يلتزم بوقف إطلاق النار، فسوف يدفع الثمن غالياً بالمزيد من الخسائر البشرية الفادحة. كما لن نسمح للبؤر المظلمة التي تقوم بأعمال استفزازيّة بنسف اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب”.
كلام إردوغان جاء بعد يوم من اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقيل “إنهما بحثا الوضع في إدلب وشرق الفرات، إلى جانب أزمة كورونا”.
تزامن ذلك مع الأنباء التي تحدثت عن تأجيل تفعيل صواريخ أس- 400 إلى أجل غير مسمى، بعد أن كان مقرراً له أن يكون اليوم، وهو ما سبق أن اعترض عليه الرئيس ترامب أكثر من مرة، مهدداً ومتوعداً الرئيس إردوغان “بتدميره وتدمير اقتصاد تركيا في حال استمراره في هذا المشروع”، أي نصب صواريخ أس- 400 الروسية وتفعيلها.
واعتبرت مصادر دبلوماسية قرار أنقرة بتأجيل تفعيل صواريخ أس– 400، شرطاً أساسياً لاحتمالات الضوء الأخضر الذي سيضيئه ترامب للمؤسسات المالية الدولية والأميركية، لتقديم المساعدات المالية العاجلة التي يحتاجها الرئيس إردوغان لمواجهة أزماته المالية الخطيرة، بسبب توقف الفعاليات الاقتصادية في البلاد تحت تأثير وباء كورونا.