
خارج أرمينيا، ولكن أيضاً من أجل أرمينيا ..․ النساء اللواتي جلبن الشرف لبلدنا
توجد العديد من النساء الأرمن المعروفات ليس فقط للشعب الأرمني، ولكن أيضاً في تاريخ العالم. سنتطرق في هذا النص إلى عدد من النساء الأرمن اللواتي عملن خارج أرمينيا، وجلبن المجد والشرف لأرمينيا من خلال عملهن وتصميمهن، وأثبتن قوتهن وإنسانيتن.
زابيل يسايان (1878-1943)

زابيل يسايان كاتبة أرمنية مرموقة ومترجمة، وواحدة من أبرز كاتبات النثر في الأدب الأرمني. وكانت مدافعة شرسة عن حقوق المرأة وتحررها.
ولدت في القسطنطينية ودخلت المدرسة هناك، إلا أنها اجتهدت فيما بعد في تطوير نفسها بالمطالعة حتى وصلت الى جامعة السوربون حيث التحقت بدورات عن الأدب الفرنسي والفلسفة. ثم عادت إلى القسطنطينية وكتبت كل ما حدث في كيليكيا في تلك السنوات. في عام 1915، تمكنت من الفرار من سيف الأتراك والاستقرار في بلغاريا. ثم انتقلت إلى تبليسي، حيث أصبحت في عام 1936 أحد ضحايا قمع ستالين. حتى أنها كتبت رسائل من سجن ستالين بنفس الشجاعة. لسوء الحظ، لا تزال ظروف وفاتها غير معروفة.
كتبت عنها إحدى الصحف الأمريكية المعروفة: “زابيل يسايان هي مثال لامرأة رائعة عاشت في وقت كان فيه الذكاء والعزيمة أحد أخطر السمات”
ألينوش ديريان (1929-2011)

ولدت في طهران، وهي عالمة فلك، وأحد المخترعين في المعهد الجيوفيزيائي في جامعة طهران، وعرفت بلقب (أم علم الفلك الإيراني).
كان والدها أرمنياً من نيو جلفا، وعلى الرغم من كونه كاتباً، فقد شغل منصب مدير بنك سبه الإيراني طوال العشرين عاماً الأخيرة من حياته.
لم تتزوج ألينوش ديريان. ولا يزال الطلاب والمعاصرون يتذكرونها كمعلمة مهتمة تتمتع بحب واحترام جميع الطلاب.
ورثت ألينوش ديريان منزلها إلى الجالية الأرمنية في نيو جلفا ليعيش الطلاب المشردون هناك، وتوفيت في دار رعاية.
أناهيت أغابيكيان (ديانا أبكار 1859-1937)

اسم عائلتها أغابيكيان، والتي تنحدر من منطقة (جولفا الجديدة) في إيران.
ديانا أبكاريان، مفكرة وأديبة أرمنية، وشخصية سياسية واجتماعية، شغلت منصب الممثلة الدبلوماسية لجمهورية أرمينيا الأولى في الشرق الأقصى (اليابان) بين عامي 1919-1920، لتصبح أول أمرأة سفيرة في العالم.
تزوجت في هونغ كونغ عام 1890 من ميكائيل أبكاريان (مايكل أبكار) واستقرا في اليابان، وأنجبت ثلاثة أولاد.
انتقلت بعد وفاة زوجها الى يوكوهاما، واشترت متجراً وعملت فيه، وكانت تستقبل الشخصيات الأرمنية والأجنبية المرموقة.
أنيتا كونتي (أنيتا كاراكوشيان 1899-1997)

أنيتا كونتي هي أول امرأة مختصة بالمحيطات على مستوى العالم. ولدت أنيتا كاراكوشيان في مدينة يرمونت في فرنسا. ويعود أصول والديها ليفون وأليس كاراكوشيان الى القسطنطينية.
دعيت أنيتا كونتي كاراكوشيان كأول امرأة عالمة بالمحيطات للعمل في فريق في سفينة “تيودور تيسيه”. وسلّطت هذه الحادثة الأضواء على أنيتا، وسميت في الصحافة على أنها أكبر ظاهرة استثنائية ومثيرة في القرن.
أجرت أنيتا أبحاثاً علمية في محيط الهادي والهندي والمتجمد.
من عام 1941 إلى عام 1943، أبحرت على متن قارب صيد في إفريقيا، وحسّنت مهاراتها في الصيد على الساحل الفرنسي، وصنعت الخرائط، ووصفت أنواعاً جديدة من الأسماك.
قامت أنيتا في فترة الحرب العالمية الثانية بأبحاث مهمة جداً، ووجدت مؤن غنية، ساعدت فيها البلد في ظروف معيشية صعبة، حيث قامت بتأمين مواد غذائية للجيش المقاتل والسكان المدنيين من خلال إيجاد أعداد كبيرة من مختلف أنواع السمك.
توفيت أنيتا كونتي في 15 كانون الأول 1997 في فرنسا عن عمر يناهز 99 عاماً.
القديسة شوشان فارديني (409-475)
شوشان فارديني هي ابنة القائد فارتان ماميكونيان، دفنت في جيورجيا، وعُرفت كقديسة من قبل الكنيسة الأرمنية والجيورجية.
بعد معركة أفارير عام 451، تزوجت شوشان من فازكين الذي حل محل والدها وحصل على لقب “بديشخ”. سرعان ما تخلى فازكين عن المسيحية وتزوج من امرأة فارسية.
لم تستطع ابنة ماميكونيان تحمل الخائن، وحرمت فازكين من رؤية الأطفال، بينما حبست نفسها في زنزانة مظلمة ورطبة بالقرب من الكنيسة. بالطبع، بذل زوجها قصارى جهده لتنكر شوشان أيضاً ديانتها، وكان يقوم بضربها وتعذيبها، لكن المحاولات باءت بالفشل. توفيت شوشان بعد معاناة دامت ست سنوات. ذُكرت في التاريخ كامرأة أرمنية مقدسة، وكذلك مثال للمرأة الإيديولوجية من القرون الوسطى.
ممتاز محل (أرجوماناد بانو بيغام 1593-1631)

يعد قصر تاج محل الأثري الهندي، أبرز معالم العمارة الهندية، وأحد عجائب الدنيا السبع القديمة، كونه يحوي قبر الملكة السابقة ممتاز محل. وممتاز محل من أصول أرمنية. تزوجها السلطان شاه جهان فى عهد أبيه نور جهان وهي بنت 19 سنة، أنجبت 13 بنين وبنات. توفيت الملكة ممتاز محل أثناء ولادة طفلها الرابع عشر. وأثناء موتها، طلبت من زوجها بناء معبد على قبرها يرمز إلى حبهما.
بعد وفاة زوجته الحبيبة، أعلن شاه جهان الحداد في البلاد لمدة عامين، حيث تم حظر الاحتفال بالعطلات الهندية أو الرقص أو الاستماع إلى الموسيقى.
بني تاج محل الذي يقع في مدينة أغرا بالهند من قبل الإمبراطور المغولي شاه جهان تخليداً لذكرى زوجته العزيزة ممتاز محل، واختار طرازه المعمارى الغريب حباً لزوجته التى توفيت عام 1631، وواصل بناء هذا الصرح إلى ما يقرب من 22 عاماً.
زاروهي كافالجيان (1877-1969)
أول أمرأة طبيبة في تركيا، تخرجت من جامعة بوسطن، وعرفت بالدكتورة كافال. كان والدها، سيروب كافالجيان، قد تخرج من كلية الطب في بوسطن وعمل كطبيب في أدابازار وإيزمير. تخرجت زاروهي عام 1898 من كلية المرأة الأمريكية في أدابازار وغادرت إلى الولايات المتحدة في نفس العام، حيث تم منع النساء من دراسة الطب في الإمبراطورية العثمانية.
وفي شيكاغو، تم قبول كافالجيان وفي عام 1903 تخرجت من كلية الطب بجامعة إلينوي. ثم عادت إلى أدابازار وعملت كطبيبة مع والدها لبعض الوقت، وقامت كذلك بتدريس علم الأحياء في الكلية الأمريكية.
خلال الحرب العالمية الأولى، شاركت كافالجيان بنشاط في تقديم المساعدة للجرحى والمتضررين، وانتقلت بعد ذلك إلى اسطنبول. بالإضافة إلى ممارسة الطب، استمرت زاروهي في التدريس في الكلية الأمريكية في أوسكودار، حيث أصبحت تعرف باسم الدكتورة كافال.
آنا دير فارتانيان (1920-2011)

وهي أول أمرأة في الجيش الأمريكي والقوات البحرية.
في عام 1959، أثناء عملها كمساعد لمدير الإستراتيجية العالمية في الكلية الحربية البحرية في نيوبورت برود آيلاند، تلقت دير فارتانيان ترقيتها إلى درجة الماجستير في قيادة ضابط الصف. مع هذا الترويج دخلت التاريخ كأول امرأة في القوات المسلحة الأمريكية تترقى إلى معدل E-9.
شارك جميع أفراد عائلة فاردانيان في العملية العسكرية. وبعد وقت قصير من اندلاع الحرب العالمية الثانية، تطوعت آنا للخدمة العسكرية، وخدمت شقيقتها جان أوليفر في البحرية الأمريكية، وخدم شقيقها أندرو في المحيط الهادئ. وقد أرادت الأم أيضاً الانضمام إلى البحرية، لكنها بقيت في المنزل، وخدمت في الصليب الأحمر.
كوهار فارتانيان (1926-2019)

وهي من أبرز العاملين في الاستخبارات السوفيتية. ولدت في مدينة غيومري في أرمينيا، ثم انتقلت عائلتها للعيش في إيران في أوائل الثلاثينات. وفي عمر 16 عاماً، انضمت كوهار إلى مجموعة مناهضة للفاشية أسسها زوجها المستقبلي كيفورك فارتانيان، الذي شاركت معه بنشاط في تنفيذ عمليات استخباراتية، وفي عام 1943، شاركت فارتانيان بصفتها عضوا في هذه المجموعة، في عملية تأمين مؤتمر طهران، الذي جمع آنذاك في العاصمة الإيرانية زعماء الاتحاد السوفيتي جوزيف ستالين والولايات المتحدة فرانكلين روزفلت وبريطانيا ونستون تشرشل.
يُقال أن كوهار وزوجها كيفورك فارتانيان كانا شكلاً ثنائياً أسطورياً بين موظفي الاستخبارات السوفيتية العاملين في الخارج بلا غطاء رسمي، حيث عمل الزوجين لسنوات عديدة كجواسيس “بلا غطاء” في ظروف قاسية في العديد من دول العالم.
دام سايان سربوهي ايلاياس (1949 – )
وهي أول أمرأة تترأس المحكمة العليا، وأول أمراة قاضية في المحكمة العليا في نيوزيلندا. وتكمن خصوصية هذا المنصب في أن واجباته تشمل استبدال الحاكم العام للبلاد (يتم تعيينه من قبل الملكة إليزابيث الثانية من بريطانيا العظمى) في حالة مرضه أو غيابه في الوقت اللازم.
كتبت صحيفة “نيوزيلاند هيرالد” عن دام سايان سربوهي ايلاياس: “من سماتها الشخصية أنها لطيفة حتى عندما تتعرض للنقد”.
إشخان كيشميريان
جريدة “جمهورية أرمينيا”