Topتحليلاتمحليات

القديس فارطان يوم وطني وتكريم للأبطال

عيد القديس فارطان هو عيد وطني للأرمن ويوم تكريم للابطال. يتم الاحتفال بهذا اليوم في ذكرى هزيمة الجيش الأرمني للجيش الفارسي، وذلك بقيادة فارطان ماميكونيان في معركة أفاراير.
في منتصف القرن الخامس حاولت الإمبراطورية الفارسية تحويل ديانة أرمينيا أول دولة مسيحية في العالم. في عام 448، أرسل هازكيرت الثاني ميثاقاً إلى أرمينيا للمطالبة باعتناق الديانة الزرادشتية. وخلال اجتماع كنيسة أرتاشات رفض رجال الدين الأرمن والسلطات هذا الطلب.
كان الأرمن على دراية بالخطر الذي يواجهونه، وقد كان اعتناق الديانة الزرادشتية بمثابة الإبادة التامة للشعب الأرمني. وبدأ فارطان بإنشاء حركة مع الجيش يعتمد على الإرادة والحماس والصلاة والاسرار المقدسة مع الاكليروس والعلمانيين وحثهم الأب القديس غيفونت وشجعهم على التضحية والدفاع عن الوطن والدين. وسميت الحركة باسم فارطان ماميكونيان.
وفي عام 451، جرت معركة أفاراير الشهيرة وكان رجال دين وشعب يدافعون عن إيمانهم المسيحيّ ضدّ هجمات الفرس، بقيادة البطل الشهيد القدِّيس فارطان.
عانى كلا الجانبين خسائر فادحة في المعركة، واستشهد الأمير فارطان ماميكونيان. ولكن في مواجهة معارضة شديدة من الأرمن ومعاناة خسائر فادحة، كان على الفرس التخلي عن تعديهم على الدين المسيحي والهوية الوطنية للشعب الأرمني.
حافظ الأرمن على إيمانهم المسيحي والأسلحة بأيديهم، وكانوا يعرفون أنهم قد وصلوا إلى الموت من أجل قضية عادلة. فقد وقف الجيران وزملائهم القرويون والأصدقاء وحتى المقربون السابقون جنباً إلى جنب. في تلك اللحظة، تم إهمال ونسيان الإهانات القديمة وسوء الفهم والاستياء، ووحد شيء واحد أرمينيا: الوطن.
فارطان هو مثال على توحيد الشعب الأرمني بأكمله في الوقت الصعب، وكذلك لإحياء ذكرى أجدادنا واحترامهم الذين دافعوا عن حق أرمينيا في البقاء في معركة أفاراير.
ويحتفل الأرمن في كلّ عام بذكرى هذه المعركة البطولية المصيرية يوم الخميس المُصادف قبل 8 أسابيع من عيد الفصح.

إظهار المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى