Topالعالم

إدلب، أوكرانيا، مظاهرات المعارضة… أبرز ما جاء في محادثات ماكرون وبوتين في فرنسا

بحسب فرانس 24، تطرق الرئيسان الفرنسي والروسي الاثنين لمواضيع إقليمية وإستراتيجية خلال لقائهما في مقر الإقامة الصيفية للرئاسة الفرنسية في بريغانسون بجنوب فرنسا. ويأتي هذا اللقاء قبل أيام من انعقاد مجموعة السبع. ففي الملف السوري أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة احترام الهدنة في منطقة إدلب، ورد فلاديمير بوتين على ذلك قائلا إن موسكو تدعم الهجمات التي يشنها الجيش السوري ضد “إرهابيين”. كما تناول الرئيسان أيضا المظاهرات الأسبوعية للمعارضة في موسكو، إذ تعهد بوتين بأن هذه المظاهرات لن تكون شبيهة بحركة “السترات الصفراء” في باريس. وتطرق الرئيسان أيضا لملف العلاقات الروسية الأوكرانية.

عبر الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين عن استعداد جيد لإحداث انفراج في العلاقات بين بلديهما، لكن الخلاف لا يزال قائما بينهما حول سوريا وحقوق الإنسان.

ووصل الرئيس الروسي مبتسما الى قلعة بريغانسون على شاطىء البحر المتوسط حاملا باقة من الورد لبريجيت ماكرون.

وبعد تبادل المجاملات أدلى كل من الرئيسين بتصريح وهما جالسان على كرسيين في حديقة القلعة حيث عقد اللقاء. ورغم إعرابهما عن الرغبة بالتقارب وسعي ماكرون للتقريب بين روسيا والاتحاد الأوروبي، بقيت الخلافات ظاهرة بينهما بشأن الحرب في سوريا وحقوق الإنسان بشكل خاص.

إذ أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين عن شعوره بـ”القلق البالغ” إزاء القصف الذي تتعرض له منطقة إدلب السورية، وقال لنظيره الروسي فلاديمير بوتين إن الالتزام بوقف إطلاق النار في المنطقة “أمر ملح”.

وقال ماكرون لبوتين “أعرب عن القلق البالغ حيال الوضع في إدلب. فسكان إدلب يعيشون تحت القصف، والأطفال يُقتلون. من الملح للغاية التقيد بوقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في سوتشي”.

وينص الاتفاق على حماية إدلب من أي هجوم كبير يشنه النظام السوري. ومنذ أواخر أبريل/نيسان الماضي صعّدت كل من سوريا وروسيا قصفهما لمنطقة إدلب التي يعيش فيها نحو ثلاثة ملايين شخص، مما أدى إلى مقتل أكثر من 860 مدنيا.

لكن بوتين قال إن روسيا التي دخلت النزاع في 2015 لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، دعمت عمليات الجيش السوري في إدلب التي تعتبر آخر معقل كبير للجهاديين في البلاد. وتابع “نحن ندعم جهود الجيش السوري.. لوضع حد لهذه التهديدات الإرهابية”.وأضاف “لم نقل أبدا إن الإرهابيين في إدلب سيشعرون بالراحة”.

وتأتي هذه المحادثات لدى استقبال ماكرون بوتين بمقر إقامته الصيفية في بريغانسون (جنوب فرنسا)، قبيل قمة مجموعة السبع التي من المقرر انعقادها خلال عطلة نهاية الأسبوع المقبل.

مظاهرات المعارضة

وسئل بوتين عن قمع المظاهرات المطالبة بالديمقراطية في الأسابيع الماضية في روسيا، فذكر بأعمال العنف التي رافقت حركة “السترات الصفراء” الاحتجاجية في فرنسا في أواخر العام الماضي وحتى الربيع.

وقال بوتين “لا نريد وضعا مماثلا” لما حدث في باريس مؤخرا، مؤكدا أن السلطات الروسية ستتحرك لإبقاء مظاهرات المعارضة في موسكو “في إطار القانون”.

وقدم بوتين حصيلة بضحايا مظاهرات السترات الصفراء في فرنسا وبلغت حسب قوله “11 قتيلا و2500 جريح”، مع العلم أن السلطات الفرنسية تؤكد أن امرأة ثمانينية فقط قتلت نتيجة قنبلة مسيلة للدموع بينما كانت تقف على شرفة منزلها، في حين قتل عشرة أشخاص في حوادث جرت على حواجز أقامها المتظاهرون على الطرقات.

ورفض ماكرون بشدة أي مقارنة بين طريقة تعاطي قوات الأمن مع المتظاهرين في فرنسا وروسيا. وقال “المقارنة غير صحيحة. لقد شارك أصحاب السترات الصفراء في الانتخابات الأوروبية ونحن في بلد يستطيع فيه الجميع التعبير بحرية والتظاهر بحرية” في إشارة إلى مطالبة المتظاهرين الروس بأن تكون الانتخابات المقبلة شفافة وحرة وعدم رفض ترشيحات المعارضين.

ورغم هذه الخلافات الواضحة فإن اللهجة ظلت ودية إلى حد ما وبدت واضحة رغبة ماكرون في العمل على تقارب استراتيجي بين روسيا وأوروبا ومن ثم تجنب تقارب بين روسيا والصين.

أوكرانيا

وتابع ماكرون “إن روسيا أوروبية وبعمق… ونحن نؤمن بأوروبا التي تمتد من لشبونة إلى فلاديفوستوك”، معربا عن رغبته بالعمل على “إعادة ربط روسيا بأوروبا بعد خلافات العقود الماضية”.

ودعا إلى استعادة “الثقة” في نظام دولي “في طور إعادة التشكل”، معتبرا أنه بالرغم من “سوء التفاهم حول مواضيع عدة خلال العقود الأخيرة” فإن روسيا “أوروبية” و”علينا أن نعيد ابتكار بناء من الأمن والثقة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا”.

واختلف الرئيسان أيضا حول الوضع في أوكرانيا، إذ دعا ماكرون إلى عقد قمة رباعية تجمع فرنسا وروسيا وألمانيا وأوكرانيا “خلال الأسابيع المقبلة” حول هذا النزاع الذي يسمم العلاقات الروسية الأوروبية، فيما اكتفى بوتين بالإعراب عن “تفاؤل حذر” حول هذا الملف وإبداء استعداده لمناقشته.

وفي حين قال ماكرون “إن خيارات الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي تعتبر تغيرا فعليا للوضع”، قال بوتين إنه سيتحادث مع ماكرون “بما ناقشه مع الرئيس الاوكراني الجديد” مضيفا “هناك أمور تستحق النقاش وتتيح مجالا للتفاؤل ولو بحذر”.

وفي بادرة رمزية، أعلن ماكرون أنه سيزور موسكو في مايو/أيار 2020 لحضور الاحتفالات بالذكرى الـ75 للانتصار على ألمانيا النازية.

ورد بوتين مبديا “امتنانه” للرئيس الفرنسي لقبوله الدعوة إلى هذه الاحتفالات التي يعلق عليها الروس أهمية كبرى وقاطعها الغربيون منذ أن احتلت روسيا القرم من أوكرانيا وضمتها.

إظهار المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى